بِمَ أُفكّر
بِمَ أُفكّر!أشياء أكبرُ من أن تُحشر في زاوية حتى ولو كانت تلك المساحة لا نهائيّة تحتضن كل الحروف والدموع وهذه الأضواء الخافتة في أزقة الحي.خيبات لطالما جفّت كما المطر على انحناءات القرميد الهادئة ولم يتغيّر أيُّ شيء فيها سوى لونها، وأعداد الندوب، ورائحة الطين ووجه المدينة.كل هذا يحدثُ بذات الوقت والانصهار والذكرى. بعد اثنا عشر عامًا، طرأت على بالي أفكارٌ كثيرة، كلها كانت بنفس الحدّة والوجع والصدمة. كانت تشبه مخاضًا أو إعصارًا أو ابتلاع صخرة مكعّبة! أشياء بالضبط كما قُلت أنها أكبر من أن تُحشر في زاوية أو جيب بِنطال ضيّق.بِمَ أٌفكّر!هذا ما لا أملك جوابًا له عندما يجيء الليل، يقرعُ قلبي على عجل ورهبة. هذا ما لا يمكنني تخمينه أو تدوينه على قصاصة ورقية بالية ومصفرّة. بِمَ أفكّر لا يهم، كل ما في الأمر أن اِجتيار ماضٍ بعد عقد من الزمن أمر غير هيّن. كل هذه الكلمات التي تصعد متأبطة أنفاسي تحاول أن تفرض هيمنة السؤال" تخيفني "كما لو أنني أعود بالزمان طفلًا يسرق التين من شجر الجيران ويهرب. كل هذه الأفكار التي تخرج من العبث أمام أنظاري ما هي إلا انكسارات العمر على أرصفة من غباش. تموت واحدة تلو أخرى، بينما ينام قلبي الآن على أريكة من هواء. لا الصمت يُريحه، ولا الحديث! هكذا يضلّ مُعلّقًا كقرط ملكة يتأرجح يمينًا يسارً أمامًا وراء!
