28 Apr
28Apr

على الكرسي - هنا - بالضبط رأيتك، أمامي، لا أدري ماذا كنتِ تقولين، ولا ما قُلته أنا، لكنني قرأت أشياء كثيرة في عينيك، أشياء تشبه في صمتها هدأة سريرة طفل يحبو نحو حضن دافئ. وتشبه في جنونها موج اِنفرد يبتلع رمل شاطئ في جزيرة وحيدة. هذا البريق الذي وَجَّ داخلًا صدري كأي شيء اخترقني، جعلني أنتبه أن هذا المقعد فارغ من أي جسد! كانت روح، روحك، عبرت، جلست، قامت، أو لم تفعل، ثم تلاشى الوقت كذوبان شمعة. يا تُرى ماذا كان هذا الشعور الذي دلقني على طاولة مكدسة بأزمنة وتواريخ وذكرى وفنجان قهوة بارد؟ ماذا يمكنني أن أقول وأنا لم أعد أقوى على وصف أبسط الأشياء التي تأتي كل يوم في كل وقت، تُلقي تحيّة لا مرئية، لا مسموعة، ثم تذهب. ماذا يمكنني أن أُسمِّي هذا الاختلاج. هذا الاختلال. ماذا يمكنني أن أقول عندما أرى المطر يصحبني من يدي نحو شارع يشبه تمامًا وجهك ويتركني هناك! هل يمكنني أن أقول أنه حُب، أنه شوق، أم أنه ولادة لحظة في ماضٍ عاد وانتفض! أجل  هو ماضٍ عاد وانتفض، عاد وينتفض!
18-09-2022


 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.